التفكير التصميمي : منهج إبداعي لتفعيل الطلاب داخل الصف

التفكير التصميمي: منهج إبداعي لتفعيل الطلاب داخل الصف

من المهارات التي يسعى المعلم الناجح إلى تفعيلها داخل الحصة هي أن يعلّم الطلاب كيف يفكّرون وليس فقط ماذا سيتعلمون لذا يعد التفكير التصميمي هو أحد الأساليب التي تقوم على فهم عميق لاحتياجات المتعلم، والبحث عن حلول مبتكرة من خلال خطوات منظمة.

ما هو التفكير التصميمي؟

التفكير التصميمي (Design Thinking) هو نهج لحل المشكلات يركز على فهم احتياجات المستخدم (الطالب، في هذه الحالة)، والتعاطف معه، وتوليد حلول مبتكرة من خلال سلسلة من الخطوات التفاعلية.

يتكون من خمس مراحل أساسية:

1. التعاطف (Empathize)
2. تحديد المشكلة (Define)
3. توليد الأفكار (Ideate)
4. إنشاء النماذج الأولية (Prototype)
5. الاختبار (Test)

كيف نستخدم التفكير التصميمي لتفعيل الطلاب داخل الصف؟

إليك 5 طرق عملية تساعدك كمعلم على تفعيل طلابك باستخدام التفكير التصميمي:

1. ابدأ من اهتمامات الطلاب

ابدأ أي نشاط بمحاولة فهم اهتمامات الطلاب واحتياجاتهم، سواء عبر استبيانات قصيرة أو نقاشات صفية. هذه الخطوة تعزز من شعور الطالب بأن صوته مهم، وتخلق دافعًا ذاتيًا للمشاركة.

أمثلة:

• في مادة اللغة العربية: اسأل الطلاب كيف يشعرون حيال موضوعات معينة في النصوص مثل "القيم الأخلاقية كالاحترام أو الصدق"، واطلب منهم كتابة قصة تعبر عن مشاعرهم وتجاربهم.

• في مادة الرياضيات: اطلب منهم وصف صعوباتهم في فهم موضوع معيّن، مثل الكسور، واقترح طرق لشرحها لزملائهم.

2. حل مشكلات واقعية داخل الصف

استخدم مشكلات حقيقية من البيئة المدرسية كنقطة انطلاق. شجّع الطلاب على التفكير في حلول قابلة للتنفيذ.

أمثلة:

• في مادة العلوم: ناقش مشكلة بيئية في الحي، مثل التلوث، واطلب من الطلاب اقتراح حلول علمية مبنية على المفاهيم التي تعلموها.

• في مادة الدراسات الاجتماعية: اجعل الطلاب يفكرون في حلول لمشكلة مرورية أو اجتماعية في مجتمعهم الصغير (المدرسة أو الحي).

3. اعتماد التعلم القائم على المشاريع (PBL)

اجمع بين التفكير التصميمي والتعلم القائم على المشاريع، بحيث يعمل الطلاب ضمن مجموعات على مشروع من البداية حتى التنفيذ.

أمثلة: 

• اللغة الإنجليزية: صمم مشروعًا يطلب من الطلاب إنشاء حملة توعوية حول "الصحة النفسية"، باستخدام مراحل التفكير التصميمي.

• التربية الفنية: امنحهم تحديًا مثل تصميم شعار يعبر عن التسامح، مع عرض الفكرة وتنفيذ نموذج أولي لها.

4. استخدام النماذج الأولية البسيطة

شجّع الطلاب على رسم أفكارهم أو تنفيذها باستخدام أدوات بسيطة: أوراق، كرتون، تطبيقات رقمية. الهدف ليس الكمال، بل التجريب.

أمثلة: 

• الحاسب الآلي: صمم درسًا ينشئ فيه الطلاب تطبيقًا بسيطًا باستخدام أدوات (مثل Scratch).

• العلوم: اجعل الطلاب يبنون نموذجًا لمجسم خلية باستخدام مواد معاد تدويرها.

5. تحفيز روح التقييم والتحسين

بعد عرض الأفكار أو النماذج، امنح مساحة للنقد البنّاء، والتفكير في كيفية تطوير الحل. هذه الخطوة تجعل الطلاب أكثر انفتاحًا وتقبلاً للتعلم من الأخطاء.

أمثلة: 

• اجعل الطلاب يعرضون حلولهم أمام زملائهم، ويجمعون ملاحظات لتحسين النماذج.

• خصص وقتًا للمراجعة والتفكير في "ما الذي يمكن أن أغيره في المرة القادمة؟"

الخاتمة:

التفكير التصميمي لا يغير فقط طريقة تدريسنا، بل يغير طريقة تفكير طلابنا. 

عبر إشراكهم في مراحل التفكير، يصبحون أكثر مسؤولية، وأكثر تحمسًا، وأكثر قدرة على التعلّم النشط والفعّال. إنه أسلوب يصنع الفرق.

💭اقترحوا لنا المزيد من الأفكار حول تطبيق التفكير التصميمي داخل الفصول الدراسية في التعليقات.